يُعد مرض الكبد الدهني من أهم الأمراض التي تهدد صحة الكبد وتنتشر بشكل واسع حول العالم، ويتميز بتراكم الدهون في خلايا الكبد، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة الكبدية وانخفاض وظائفها.
وفي السنوات الأخيرة، شهد زيادة ملحوظة في انتشاره، وذلك نتيجة للتغيرات في نمط الحياة وسوء التغذية وارتفاع معدلات البدانة ومقاومة الأنسولين .
Table of Contents
Toggleما المقصود بالكبد الدهني ؟
يحتوي الكبد عادة على بعض الدهون، ولكن تراكمها المفرط يمكن أن يسبب مرض الكبد الدهني (fatty liver )، مما يؤثر على وظائف الكبد ويسبب الألم وفقدان الوزن والتعب والتورم في البطن، ويحدث هذا المرض عندما يكون هناك أكثر من 5٪ دهون في الكبد.
أعراض الكبد الدهني
يصف الأطباء أحيانًا مرض الكبد الدهني بأنه مرض صامت. وذلك لأن الشخص قد لا يعاني أي أعراض، حتى مع تقدم المرض.
ومع ذلك، يمكن لمرض الكبد الدهني أن يؤدي إلى تضخم الكبد. عندما يحدث هذا، قد يسبب الألم أو عدم الراحة في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وهي المنطقة الواقعة بين الوركين والصدر.
يمكن أن يتطور الكبد الدهني عبر أربع مراحل، بما في ذلك:
المرحلة الأولى (الكبد الدهني البسيط)
يحدث تراكم للدهون الزائدة في الكبد، وهذه المرحلة غير ضارة إلى حد كبير إذا لم تتطور.
المرحلة الثانية (التهاب الكبد الدهني)
بالإضافة إلى الدهون الزائدة، هناك أيضًا التهاب في الكبد.
المرحلة الثالثة (fibrosis)
يؤدي الالتهاب المستمر في الكبد إلى حدوث تليف. ومع ذلك، لا يزال الكبد قادرًا على أداء وظائفه بشكل طبيعي بشكل عام.
المرحلة الرابعة (Cirrhosis)
يزداد تليف الكبد وينتشر على نطاق واسع، مما يضعف قدرة الكبد على أداء وظائفه. هذه هي المرحلة الأكثر خطورة ولا رجعة فيها.
يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني من مضاعفات، بما في ذلك تليف الكبد (تشمع الكبد)، وهي حالة قد تهدد الحياة ويمكن أن تسبب فشل الكبد.
قد يسبب تليف الكبد أعراضًا، مثل:
- غثيان.
- وجع بطن
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الضعف أو التعب.
- حكة في الجلد.
- اصفرار الجلد والعينين.
- البول ذو اللون الداكن.
- تورم (وذمة) في ساقيك.
- سهولة الإصابة بالكدمات أو النزيف.
- تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء).
- تضخم الأوعية الدموية تحت الجلد.
للمساعدة في منع تدهور حالة مريض الكبد الدهني وحدوث أي مضاعفات، ينبغي على المريض الالتزام بخطة العلاج الموصى بها من قبل الطبيب.
أنواع الكبد الدهني: –
هناك نوعان رئيسيان من أمراض الكبد الدهني، وهما:
مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
يحدث مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) عندما تتراكم الدهون في كبد الأشخاص الذين لا يشربون الكثير من الكحول.
يمكن للطبيب تشخيصه، من خلال ملاحظة الأعراض التالية:
- الكبد ملتهب.
- لديك دهون زائدة في الكبد.
- ليس لديك تاريخ من تعاطي الكحول بكثرة.
عند تركه دون علاج، يمكن أن يتسبب في تليف الكبد. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتطور إلى فشل الكبد.
مرض الكبد الدهني الكحولي (AFLD)
يحدث بسبب شرب كميات كبيرة من الكحول، ويُعرف باسم الكبد الدهني الكحولي البسيط إذا لم يكن هناك التهاب أو مضاعفات أخرى.
أسباب الكبد الدهني
يحدث المرض بسبب تخزين الدهون الزائدة في خلايا الكبد، في الحالات التالية:
١- يمكن أن يسبب شرب الكثير من الكحول الكبد الدهني الكحولي (AFLD )، فتعاطي الكحول بكثرة يؤدي إلى تغيير بعض العمليات الأيضية في الكبد. وقد تتحد بعض هذه المنتجات الأيضية مع الأحماض الدهنية، مما يؤدي إلى تكوين أنواع من الدهون التي يمكن أن تتراكم في الكبد.
٢- قد يكون السبب أقل وضوحًا بالنسبة للأشخاص الذين لا يشربون الكثير من الكحول. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، من المحتمل أن تنتج أجسامهم كميات كبيرة من الدهون، وقد يلعب واحد أو أكثر من العوامل التالية دورًا في الأشخاص الذين لا يستهلكون الكحوليات و يصابون بمرض الكبد الدهني:
- بدانة.
- مقاومة الأنسولين.
- متلازمة الأيض.
- داء السكري من النوع 2.
- بعض الحالات الوراثية النادرة.
- الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية.
- – بعض أنواع العدوى، مثل التهاب الكبد C.
- ارتفاع مستويات الدهون، وخاصة الدهون الثلاثية، في الدم.
كيفية التشخيص
لتشخيص الكبد الدهني، يأخذ دكتور محمد كريم التاريخ المرضي، ويجري فحصًا بدنيًا، كما سيطلب بعض الفحوصات الطبية.
إذا اشتبه الطبيب في احتمالية إصابتك بالكبد الدهني، فمن المرجح أن يطرح عليك أسئلة حول:
- التاريخ الطبي لعائلتك، بما في ذلك أي تاريخ لأمراض الكبد.
- استهلاك الكحول.
- نوعية الأدوية التي تتناولها حاليًا.
- الأمراض الأخرى التي تعاني منها.
كما سيجري الطبيب فحص جسدي عليك للتحقق من التهاب الكبد، وذلك من خلال جس بطنك أو الضغط عليه. إذا كان كبدك متضخمًا، فقد يتمكن من الشعور به.
ومع ذلك، من الممكن أن يلتهب الكبد دون أن يتضخم. قد لا يتمكن الطبيب من معرفة ما إذا كان كبدك ملتهبًا عن طريق اللمس، لذلك يلجأ لبعض التحاليل والفحوصات، مثل:
تحاليل الدم
في كثير من الحالات، لا يتم تشخيص مرض الكبد الدهني إلا من خلال اختبارات الدم التي تظهر ارتفاعًا ملحوظًا في إنزيمات الكبد، فارتفاع إنزيمات الكبد يعد علامة على التهاب الكبد.
إذا كانت نتائج الاختبار إيجابية لارتفاع إنزيمات الكبد، فمن المرجح أن يطلب الطبيب اختبارات إضافية لتحديد سبب الالتهاب.
الأشعة
قد يستخدم الطبيب واحدًا أو أكثر من اختبارات التصوير التالية للتحقق من الدهون الزائدة أو مشاكل أخرى في الكبد:
- فحص الموجات فوق الصوتية
- الأشعة المقطعية
- الرنين المغناطيسي
- عينة الكبد
وتعتبر خزعة الكبد أفضل طريقة لتحديد مدى خطورة مرض الكبد، حيث يقوم الطبيب بإدخال إبرة في الكبد وإزالة قطعة من الأنسجة لفحصها، وذلك تحت تأثير التخدير الموضعي لتقليل الألم.
علاج الكبد الدهني
لا توجد أدوية معتمدة لعلاج مرض الكبد الدهني، ويتمثل العلاج في تغيير نمط الحياة كما يلي:
- خسارة الوزن.
- تجنب شرب الكحول.
- تناول فيتامين E.
- تناول أدوية السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية، للتحكم في دهون الدم.
في ختام هذا المقال، نود أن تعلم أن مرض الكبد الدهني بمثابة جرس إنذار لمساعدتك على تجنب أمراض الكبد القاتلة، مثل: تليف الكبد أو سرطان الكبد. فحتى إذا لم يكن لديك أي أعراض أو خلل في وظائف الكبد في هذه المرحلة المبكرة، لابد من الانتباه لهذا المرض بتشخيصه وعلاجه في المراحل المبكرة قبل الإصابة بأي مضاعفات. لذلك، فنحن نوصي بزيارة د محمد كريم استشاري الأمراض الباطنية ومناظير الجهاز الهضمي، لمساعدتك على الشفاء من خلال اتباع خطة العلاج الموصي بها، وممارسة نمط حياة صحي شامل.