التهاب الكبد المناعي الذاتي وعلاجه | دكتور محمد كريم عاشور

التهاب الكبد المناعي الذاتي وعلاجه

التهاب الكبد المناعي الذاتي وعلاجه

التهاب الكبد المناعي الذاتي هو مرض يتسبب في تلف أنسجة الكبد نتيجة لمهاجمة الجهاز المناعي لها، مما يؤدي إلى التهابها وتدمير الخلايا الكبدية، وعلى الرغم من أنه مازالت أسباب الإصابة بمرض التهاب الكبد المناعي الذاتي غير واضحة إلا أنها قد تتضمن عوامل وراثية وبيئية.

 وعادةً ما تظهر أعراضه في المراحل المتقدمة من المرض، وتشمل الاعراض شعور المريض بالإعياء، وفقدان الوزن، والغثيان ط.

 ويعتمد علاج مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي على استخدام الأدوية المثبطة للمناعة إلى جانب الاهتمام الدائم بالحالة الصحية لهم، لذلك من المهم التوعية بأعراضه وعوامل الخطر للكشف المبكر عنه والتدخل الفعّال.

أسباب التهاب الكبد المناعي الذاتي

التهاب الكبد المناعي الذاتي هو حالة يتسبب فيها خلل في الجهاز المناعي للمريض فيبدأ الجسم في مهاجمة خلايا الكبد، مما يؤدي إلى التهابها.

 والأسباب التحفيزية لالتهاب الكبد المناعي الذاتي ليست معروفة بالضبط، ولكن يُعتقد أن هناك عوامل تلعب دورًا في حدوث هذه الحالة، من بين العوامل المحتملة ما يلي:-

  • العوامل الوراثية: يُعتبر وجود تاريخ عائلي لأمراض الكبد والتهابات المناعة الذاتية عاملًا يمكن أن يزيد من خطر التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • العوامل البيئية: بعض التعرضات البيئية أو العوامل الضارة قد تلعب دورًا في تحفيز الاستجابة المناعية ضد خلايا الكبد.
  • العوامل الهرمونية: تشير بعض الأبحاث إلى أن الهرمونات قد تلعب دورًا في تنشيط نظام المناعة وزيادة احتمالية حدوث التهاب الكبد المناعي الذاتي، ولكن الدوافع غير واضحة بشكل كامل.
  • العدوى الفيروسية: بعض الفيروسات قد تكون مرتبطة بتطور التهاب الكبد المناعي الذاتي، ولكن العلاقة ليست واضحة بشكل كامل.
  • الإصابة بامراض مناعية أخرى: يعتقد أن الإصابة بالأمراض المناعية الأخري مثل الروماتويد، والذئبة الحمراء، والقولون التقرحي قد يحفز ظهور أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي.

اعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي AIH

أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي Autoimmune hepatitis تختلف باختلاف نوع التهاب الكبد وشدته، وتشمل العديد من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة في الكبد، ومن بين الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الإعياء والتعب دون اسباب واضحة.
  • آلام في البطن: قد تظهر آلام في الجزء العلوي من البطن نتيجة لالتهاب الكبد.
  • آلام المفاصل.
  • فقدان الوزن: نتيجة لتأثير التهاب الكبد على الشهية وعملية الهضم.
  • تغيرات في لون البول والبراز: وهي من الاعراض المتقدمة للمرض فيصبح لون البول داكنًا، ويمكن أن يظهر تغير في لون البراز.
  • حكة وتغيرات في الجلد: حيث يمكن أن يحدث اصفرار في الجلد وحكة، نتيجة لتراكم المواد السامة في الدم.
  • اضطرابات في الهضم: تشمل الغثيان، وفقدان الشهية، واضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • انتفاخ البطن: قد يلاحظ المريض انتفاخًا في البطن نتيجة لتراكم السوائل.

أنواع التهاب الكبد المناعي الذاتي

ينقسم مرض التهاب الكبد المناعي الذاتي الى نوعين:

  • التهاب الكبد المناعي من النوع الأول 

وهو يصيب الإنسان في أي عمر، وهو من أكثر أمراض الالتهاب انتشارًا، ويعاني معظم المصابين به من بعض الالتهابات المناعية الأخرى مثل التهاب القولون، والروماتويد.

  • الالتهاب الكبدي من النوع الثاني

وهذا النوع ينتشر بصورة أقل من النوع الأول، وهو يصيب الشباب والأطفال بصورة كبيرة، ونادرًا ما يصاب البالغين، وقد يكون هذا النوع مصاحبًا لأمراض أخرى مثل التهاب الأمعاء التقرحي (colitis)، وهو مرتبط أيضًا بأمراض الكبد الأخرى.

علاج التهاب الكبد المناعي
علاج التهاب الكبد المناعي

مضاعفات التهاب الكبد المناعي الذاتي

يؤكد الدكتور محمد كريم أنه قد يحدث عدد من المضاعفات عند التأخر في تشخيص وعلاج التهاب الكبد المناعي الذاتي ومن أبرزها ما يلي:-

  • دوالي المريء: يقصد بها حدوث انتفاخ في أوعية المريء، ويحدث ذلك نتيجة لحدوث انسداد في الدورة الدموية الموجودة في الوريد البابي، أو نتيجة لزيادة الدم بداخل هذه الأورة بدرجة تسبب تمددها وتضخمها.
  • حدوث استسقاء في البطن: حيث أنه في بعض حالات مرضى التهاب الكبد تتجمع المياه داخل البطن، وتؤثر بشكل كبير على التنفس.
  • الفشل الكبدي: ويحدث ذلك نتيجة لتلف جميع خلايا الكبد وتوقفه عن أداء وظائفه.
  • أورام الكبد: وقد يحدث ذلك نتيجة لتأخر العلاج واكتشاف المرض في المراحل المتقدمة.
  • كما قد يتعرض المريض لحدوث غيبوبة كبدية، بالإضافة إلى ظهور تورم في الساقين، وعلامات النزيف او الكدمات في الجسم، وكل هذه الأعراض تدل على تدهور حالة الكبد وعدم قدرته على القيام بوظائفه في الجسم.

تشخيص التهاب الكبد المناعي الذاتي  

في البداية يقوم الدكتور بفحص المريض حيث يقوم بالسؤال عن التاريخ المرضي له، كما يقوم بطلب بعض التحاليل والفحوصات اللازمة لمعرفة طبيعة المرض.

  • تحليل عينة من نسيج الكبد 

تشخيص التهاب الكبد المناعي الذاتي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل الأطباء، ومن بين الطرق الشائعة لتشخيص هذا المرض هو أخذ عينة من نسيج الكبد بشكل مباشر، لتحليلها.

  • تحاليل الدم

تتضمن تحاليل الدم فحص مستويات أنزيمات الكبد ووظائفها، مع تحاليل بعض الأجسام المناعية مثل ASMA وغيرها من الأجسام المناعية التي تشير إلى وجود مشكلة بالكبد. 

طرق علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي

يوضح الدكتور محمد كريم استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي والمناظير أنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرًا يكون العلاج أسرع، ويتم علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي بعدة طرق، منها ما يلي:

  • العلاج بالأدوية: يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والمثبطة للمناعة مثل الكورتيزون للتحكم في التهاب الكبد وتقليل مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الكبد.
  • عملية زراعة الكبد: في حالة فشل العلاجات الأخرى وتقدم المرض، يمكن أن يكون الحل النهائي هو زراعة الكبد.
علامات الشفاء من التهاب الكبد المناعي
علامات الشفاء من التهاب الكبد المناعي

نصائح للسيطرة على التهاب الكبد المناعي الذاتي

يمكن اتباع بعض الإجراءات المفيدة، واتباع تغييرات في نمط الحياة للحفاظ على صحة الكبد، إليك بعض النصائح المهمة:-

  • التغذية الصحية: تناول وجبات غذائية صحية ومتوازنة تشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، كما يجب تجنب الأطعمة غنية بالدهون والسكريات المضافة.
  • الحفاظ على وزن صحي: الحفاظ على وزن صحي يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد.
  • تجنب التدخين والكحول: التدخين واستهلاك الكحول يمكن أن يسببان تلفًا لخلايا الكبد، لذا يجب تجنبهما.
  • متابعة الفحوص الروتينية: إجراء فحوص دورية والكشف الطبي مهم لمراقبة وظائف الكبد والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية.
  • مراعاة اللياقة البدنية: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في الحفاظ على الصحة العامة وتحسين وظائف الكبد.
  • التحكم في الإجهاد: إدارة التوتر والإجهاد يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة.

 ختاماً فإن مرض التهاب الكبد المناعي الذاتي هو من الامراض الخطيرة التي من الممكن أن تصيب الإنسان في أي مرحلة من حياته سواء في الطفولة، أو الشباب، أو كبار السن، وهو من الأمراض المناعية المزمنة التي تتطلب متابعة دورية من قبل الأطباء لتقييم استجابة المريض للعلاج والتأكد من عدم حدوث تطورات سلبية للحالة، وكلما كان اكتشاف هذا المرض مبكراً كلما زادت فرصة السيطرة عليه وتعافي المريض.