مناظير الجهاز الهضمي هي طفرة وتطور كبير في تشخيص وعلاج كثير من أمراض الجهاز الهضمي، فمن خلالها يستطيع الدكتور رؤية وفحص الجهاز الهضمي بالكامل، ويتم إجراؤها دون جراحة، وبالتالي لا يعاني المريض أي من الآثار الجانبية للعمليات الجراحية، وأيضا يتم دون تخدير كامل متجنباً كل الآثار الجانبية للتخدير الكلي، فيكون إجراء بسيط باستخدام أنبوبة رفيعة وطويلة بنهايتها كاميرا فيديو تنقل الصورة إلى شاشة كبيرة، وعند إجرائه يجب أن يكون الجهاز الهضمي فارغا.
ولا يتوقف المنظار على تشخيص الأمراض فقط، بل يعالج كثير من الحالات مثل القرح وإزالة الزوائد والأورام الصغيرة، ومناظير الجهاز الهضمي أهم طرق تشخيص سرطان المعدة والقولون، وفي حالة استخدامها في إزالة الزوائد والأورام الصغيرة، فإنها تمنع بذلك تحولها إلى سرطان، لذلك ينصح بإجرائها على فترات لفحص واكتشاف الأورام مبكراً خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأورام.
Table of Contents
Toggleأهمية مناظير الجهاز الهضمي
مناظير الجهاز الهضمي لها أهمية كبيرة في التشخيص الدقيق لأمراض الجهاز الهضمي وعلاج كثير من مشاكله، و تتعدد استخداماتها لتشمل التالي:
- اكتشاف سبب الأعراض التي يعاني منها المريض وخاصة الأعراض الهضمية مثل:
- مشاكل البلع ووجود ألم أثناءه.
- مشاكل الهضم وحرقة المعدة.
- القيء والدوخة والإعياء.
- تقيء دم.
- ألم البطن و تقلصات واضطرابات القولون.
- تغير لون البراز إلى اللون الأسود ووجود دم به.
- علاج كثير من المشاكل المرتبطة بالجهاز الهضمي، فتستخدم مناظير الجهاز الهضمي لعلاج الحالات الآتية:
- توسيع وتعديل المريء الضيق الذي يعيق الطعام، ويسبب مشاكل البلع.
- معالجة الأوعية الدموية التي تنزف في داخل الجهاز الهضمي ووقف النزيف.
- إزالة الأورام والزوائد.
- فحص وتشخيص السرطان؛ حيث تستخدم منظار الجهاز الهضمى لاكتشاف سرطان المريء وسرطان المعدة وسرطان القولون عن طريق أخذ عينة وتحليلها، كما أنها تزيل الزوائد التي تنمو في القناة الهضمية من الداخل والتي تعرض الشخص للإصابة بالأورام الخبيثة.
- كما يمكن استخدام المنظار في تركيب بالون المعدة وإجراء جراحات السمنة المتعددة كتكميم المعدة وغيرها.
- يمكن استخدام المنظار لعلاج ارتجاع المريء نهائياً من خلال إجراء عملية الجردكس GERDx أو الأرما وكلاهما تتم بالمنظار عبر الفم، دون أي شقوق جراحية في البطن.
أنواع مناظير الجهاز الهضمي
تتنوع مناظير الجهاز الهضمي حسب استخدامها ومكان الفحص، فتشمل:
-
مناظير الجهاز الهضمي التشخيصية
مناظير الجهاز الهضمي التشخيصية من خلالها يستطيع الدكتور رؤية الجهاز الهضمي من الداخل، كما بإمكانه أخذ عينة وتحليلها لفحص وتشخيص المرض، ومعظم هذه المناظير تجمع بين التشخيص والعلاج، فهناك مناظير مزودة بالموجات فوق الصوتية تقيس معدل تدفق الدم، وتأخذ صورة للغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي والطبقة الداخلية له، كما أنها تستخدم في إدخال بالون المعدة المستخدم لإنقاص الوزن، وفحص الجهاز الهضمي ورؤية التغيرات التي تطرأ عليه، والتي قد تدل على وجود التهابات أو سرطان.
-
مناظير الجهاز الهضمي العلاجية
تعالج مناظير الجهاز الهضمي العديد من المشاكل والأمراض التي تشمل:
- التخلص من الأجسام الغريبة المبتلعة خطأً.
- وقف نزيف الأوعية الدموية الداخلية بعدة طرق مثل حقن دواء أو وقف النزيف الحراري أو الضوئي.
- إزالة الزوائد.
- توسيع أي جزء ضيق في القناة الهضمية مثل المريء.
- إزالة الأورام ؛ حتى لا تتحول إلى أورام خبيثة.
- معالجة الانسداد أو الانغلاق الناتج عن إلتواء بعض أجزاء الأمعاء.
- المساعدة في وضع أنبوبة تغذية للمرضى غير القادرين على تناول الطعام.
- علاج ارتجاع المريء بالمنظار، وإجراء جراحات السمنة وتركيب بالون المعدة.
كما تختلف مناظير الجهاز الهضمي باختلاف الجزء الذي سيتم فحصه أو علاجه، فتشمل:
-
منظار الجهاز الهضمي العلوي
-
منظار المعدة
في هذا النوع يقوم الدكتور بإدخال المنظار عن طريق الفم مع استخدام مخدر موضعي أو إعطاء المريض مهدئ يساعده على الاسترخاء، ثم يمر المنظار خلال المريء إلى المعدة والجزء العلوي من الأمعاء، ويستغرق نصف ساعة تقريبا، ويتمكن الدكتور من خلاله من اكتشاف سبب بعض الأعراض الهضمية، وبه يشخص كثير من الأمراض مثل قرح المعدة وارتجاع المريء، ويعالج مشكلات عديدة مثل النزيف والتخلص من الزوائد.
-
منظار القولون
هو أحد مناظير الجهاز الهضمي الذي يتم إدخاله عن طريق فتحة الشرج إلى المستقيم والقولون، وهو أيضا يتم إعطاء المريض مهدئ خلاله، ثم يمرر الدكتور أنبوب المنظار بحرص داخل القولون، ويتابع على الشاشة، فيستطيع رؤية أي تغيرات داخلية، واكتشاف سبب أعراض القولون، وتشخيص أمراضه مثل القولون التقرحي ومرض كرون، وعلاج مشاكل القولون وإزالة الزوائد والأورام الحميدة، ويفضل عمل منظار القولون كل فترة لفحص وجود السرطان.
-
منظار القنوات المرارية والبنكرياس (ERCP)
منظار تشخيصي وعلاجي لمشاكل القنوات المرارية والبنكرياس، يقوم به الدكتور بنفس طريقة منظار المعدة، ويضخ الهواء حتى تتوسع المعدة والأثنى عشر ليتحرك المنظار بحرية، وتكون الرؤية أوضح، ويستخدم أدوات إضافية لصبغة القنوات المرارية حتى تكون الأشعة السينية أوضح، وهو يعالج بعض مشاكل القنوات المرارية، كما يمكن بواسطته أخذ عينة للفحص.
-
منظار الموجات فوق الصوتية EUS
وهو أحدث التقنيات المستخدمة لتصوير القناة الهضمية من الداخل والأعضاء المجاورة لها مثل الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية، وهو عبارة عن أنبوب رفيع مزود عند طرفة برأس يصدر موجات فوق صوتية EUS عالية التردد، كما أنه يمكن أن يزود بإبرة لإتخاذ بعض التدخلات مثل تصريف السوائل المتجمعة، أو أخذ عينة من نسيج، ويمكن استخدامه عبر الفم لفحص الجزء العلوى من الجهاز الهضمي، أو من خلال الشرج لفحص القولون والمستقيم.
-
كبسولة الأمعاء الدقيقة
وهو المنظار المطور أو منظار الكبسولة، وهذا المنظار يكون عبارة عن كبسولة صغيرة يبتلعها المريض، وبداخل تلك الكبسولة كاميرا تصور المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة بدقة، مما يساعد على تشخيص أمراض الجهاز الهضمي خاصة النزيف والأورام.
-
المنظار الجراحي
هو نوع من المناظير العلاجية، وهو يتم عبر شقوق صغيرة في بطن المريض وغالبا ما يستخدم في حالة انسداد القنوات المرارية والتهاب البنكرياس لإزالة الحصوات المرارية أو استئصال الحوصلة المرارية.
أهم الاستعدادات قبل عمل منظار الجهاز الهضمي
يوضح الدكتور محمد كريم عاشور استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي والمناظير أن مناظير الجهاز الهضمي تتطلب الصيام قبلها بعدة ساعات، حتى يكون الجهاز الهضمي فارغا، مما يسهل الرؤية والفحص، فعند إجراء منظار القولون يتوقف المريض عن الأكل قبل عمله بحوالي ٨ ساعات، لأن القولون يجب أن يكون فارغ تماما، وقد يصف الدكتور الملينات أو الحقنة الشرجية، وكذلك منظار المعدة يتطلب الصيام قبل الفحص.
أما الأدوية فيجب علي المريض إخبار الدكتور بالأدوية التي يتناولها؛ لأنه قد يعدل له بعض جرعات أدوية السكر والضغط، بينما يوقف له أدوية السيولة لتجنب حدوث نزيف، وفي منظار القولون يجب وقف الأدوية التي تحتوي على الحديد؛ لأنها تؤثر على الرؤية والفحص.
الآثار الجانبية لمناظير الجهاز الهضمي
مناظير الجهاز الهضمي إجراء بسيط وآمن، يستغرق من 20 الى 60 دقيقة على الأكثر، وهو يتم دون جراحة أو تخدير، وله بعض الآثار الجانبية التي يمكن تجنبها من خلال الحرص على اختيار الطبيب الماهر ومن له خبره في هذا المجال. وتشمل تلك الآثار الجانبية التالي:
- حدوث ثقب في جدار القناة الهضمية أثناء مرور المنظار، وبالطبع خبرة الدكتور تمكن المريض من تجنب حدوث هذا.
- النزيف لا يحدث إلا نادرا، وبإمكان الدكتور التحكم فيه والحد منه.
- حدوث عدوى وبالتأكيد التعقيم الجيد يقضي عليها تماما، ويمنع حدوثها، وقد يصف الدكتور مضاد حيوي للوقاية لمن يعانون ضعف المناعة.
- رد فعل تحسسي تجاه المهدئ ونادرا ما يحدث هذا أيضا، ومعرفة الدكتور المسبقة بالتاريخ العائلي والمرضي للمريض يحد من حدوثه؛ لأن الدكتور يعرف مسببات الحساسية للمريض ويتجنبها.
علماً بأن مناظير الجهاز الهضمي لا يفضل عملها للمرأة الحامل، إلا إذا اقتضت الحاجة، وكانت فوائدها أكثر من مخاطرها وذلك يحدده الطبيب المعالج.ختاما مناظير الجهاز الهضمي ليست للتشخيص فقط، بل تستخدم لعلاج الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي، وهي أكثر طرق الفحص والعلاج أمانا؛ فهي تتم دون أي إجراءات جراحية ولا تخدير كلي، وتستغرق ساعة على الأكثر، وتحقق نتائج فعالة في العلاج ودقيقة جدا في التشخيص، كما يمكن للمريض العودة للمنزل بعدها بساعتين تقريبا، ويمارس حياته بشكل طبيعي، والآثار الجانبية لها قليلة جدا، وننصحك بالقيام بها على يد متخصص كالدكتور محمد كريم استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي والمناظير، واتباع تعليماته لضمان سلامتك وتعافيك نهائيا.