القولون هو أحد أجزاء الجهاز الهضمي ويعرف أيضاً بالأمعاء الغليظة، وتعتبر متلازمة القولون العصبي المزمن (IBS- Irritable Bowel Syndrome) من أكثر مشكلات القولون شيوعاً، ويساعد علاج القولون العصبى المزمن في التخفيف من أعراض القولون المتهيج.
كما تختلف طبيعة مرض القولون العصبي المزمن عن باقي أمراض الجهاز الهضمي، حيث تزداد حدة الأعراض خلال فترات معينة، وتليها فترات أخرى دون ظهور أعراض، وغالباً لا تُظهر الفحوصات الطبية أي خلل أو اضطراب في وظائف الجهاز الهضمي في حالات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
أسباب متلازمة القولون العصبى المزمن وأنواعها:
تعتبر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي المزمن ليس لها أسباب واضحة، ولكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة ومنها:
- خلل في حركة الأمعاء: تحتوي الأمعاء على مجموعة من العضلات اللاإرادية التي تعمل بشكل متناسق ومنتظم لتحريك الطعام خلال القناة الهضمية، وعند وجود اضطراب في قوة هذه الانقباضات لفترات أطول من المعتاد، فإن ذلك يسبب امتلاء البطن بالغازات و الانتفاخ والشعور بعدم الراحة و الإسهال، كما أن الإنقباضات الضعيفة تؤدي إلى إبطاء مرور الطعام، مما ينتج عنه تصلب الفضلات وجفافها.
- خلل في الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي: قد يؤدي خلل هذه الأعصاب إلى ضعف الإشارات بين المخ والأمعاء، مما يؤدي إلى تراكم الغازات، وامتلاء البطن، والإحساس بالانتفاخ، والإسهال في بعض الأحيان.
- التوتر والضغط النفسي: بعض الأشخاص يعانون من أعراض القولون العصبي نتيجة التعرض للضغط والتوتر.
- التغييرات في طبيعة الميكروبات الموجودة داخل الأمعاء يمكن أن يزيد من إحتمال الإصابة بالقولون العصبي.
- حالات العدوى الشديدة: التهاب المعدة والأمعاء بعد التعرض لعدوى بكتيرية أو فيروسية، يعتبر أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة القولون المتهيج.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون المتهيج:
يشير الدكتور محمد كريم استشاري امراض الكبد والجهاز الهضمي إلى أن بعض الأشخاص قد يكونوا أكثر عرضة لمتلازمة القولون العصبي من غيرهم ومنهم:
- الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض القولون العصبي.
- الأشخاص تحت عمر 50 سنة.
- الإناث أكثر عرضة للإصابة بالقولون المتهيج عن الرجال.
- القلق والتوتر.
أنواع القولون العصبي:
يمكن تصنيف القولون العصبي إلى أربع أنواع مختلفة وهي:
- متلازمة القولون العصبي المرتبطة بالإسهال.
- متلازمة القولون العصبى المرتبطة بالإمساك.
- متلازمة القولون العصبي المختلطة حيث يحدث فيها إسهال وإمساك بالتناوب.
- متلازمة القولون العصبي الغير مصنفة حيث تختلف حالة المريض والأعراض عن الحالات السابقة.
اعراض القولون العصبي المزمن وعلاجه:
متلازمة القولون العصبي تسبب العديد من الأعراض المزعجة للمريض ، وتختلف حدة هذه الأعراض من شخص إلى آخر، كما تختلف من فترة إلى آخرى لنفس الشخص ومن هذه الأعراض:
- الإنتفاخ.
- تقلصات وآلام البطن.
- الإسهال أو الإمساك أو يمكن التناوب بينهم.
كما يوجد بعض الأعراض التي تحتاج إلى استشارة الطبيب ومنها:
- صعوبة البلع.
- فقدان الوزن.
- حالات النزيف.
- حالات فقر الدم الناتجة عن نقص الحديد.
- حالات القيء غير معروف السبب.
- ألم مستمر في البطن يقل بعد التبرز أو خروج الريح.
مضاعفات القولون العصبي:
- إنخفاض جودة الحياة لمرضى القولون العصبي عن غيرهم.
- الإصابة بالبواسير خاصةً عند تكرار نوبات الإمساك والإسهال.
- الإصابة بالجفاف في حالات الإسهال الشديدة.
- الإكتئاب والتوتر.
تشخيص القولون العصبي المزمن:
يتم تشخيص القولون العصبي من خلال الأعراض وتحليل التاريخ المرضي للمريض والفحص البدني، ولا يوجد اختبار محدد لتشخيص القولون العصبي ولكن يمكن إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الحالات المرضية الأخرى التي لها نفس الأعراض، ويمكن استخدام معايير معينة تسمى معايير روما لتشخيص القولون العصبي وهي:
- معايير روما تشمل الشعور بالألم وعدم الراحة في البطن على الأقل لمدة يوم واحد اسبوعياً خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.
- ويجب أن يكون الألم متزامن مع عاملين أو أكثر من العوامل الآتية: تغير معدل التبرز أو الشعور بألم عند التبرز أو تغير قوام الفضلات.
كما يمكن إجراء الفحوصات التالية لتأكيد تشخيص القولون العصبي:
إختبار الدم والبراز، واختبار عدم تحمل اللاكتوز، واختبار التنفس لقياس زيادة نمو البكتيريا، والفحص بالأشعة السينية، كما يمكن عمل منظار القولون للتأكد من عدم وجود مشكلات أخرى، ويمكن أيضاً أخذ عينة من نسيج القولون وفحصها معملياً.
علاج القولون العصبي المزمن:
يساعد علاج القولون العصبى المزمن على التخفيف من حدة الأعراض، ومواصلة الحياة اليومية بشكل أفضل، ويشمل علاج القولون العصبى المزمن ما يلي:
- تغيير العادات اليومية:
يمكن التعايش مع مشكلة القولون العصبي عن طريق تغيير نمط حياة المريض، والعادات الغذائية حيث يساهم ذلك بشكل كبير في علاج متلازمة القولون العصبى المزمن بطريقة طبيعية في المنزل وذلك من خلال:
- تجنب تناول الأطعمة التي تزيد من حدة الأعراض للقولون العصبي.
- الأطعمة الغنية بالألياف تساعد بشكل كبير في الحفاظ على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي.
- تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم بدلاً من تناول الوجبات الكبيرة.
- تجنب الطعام المحفز لتكون الغازات داخل الأمعاء.
- الالتزام بشرب الكميات المناسبة من السوائل يومياً.
- تجنب الأطعمة ذات الجلوتين يساعد في التخفيف من الأعراض المزمنة.
- كما تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم في علاج متلازمة القولون العصبى المزمن.
- الإبتعاد عن القلق والتوتر.
أدوية لــ علاج القولون العصبى المزمن:
يوضح الدكتور محمد كريم أنه يمكن أن تستخدم بعض الأدوية لعلاج القولون العصبى المزمن، للتخفيف من شدة الأعراض، ولكن يجب استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبي ومنها:
- – أدوية مكملات الألياف.
- – أدوية ملينة في حالات الإمساك المزمن.
- – أدوية لعلاج الإسهال في حالات الإسهال الشديد.
- – أدوية مسكنات الألم.
- – أدوية مضادات الاكتئاب تساعد في تخفيف الأعراض في بعض الحالات.
ما هو المشروب الذي يعالج القولون العصبي؟
يوجد بعض المشروبات التي تعمل على تهدئة وعلاج القولون العصبى المزمن ومنها:
- الماء: شرب الماء يعزز صحة القولون، لذلك يجب شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم للحفاظ على رطوبة وصحة الجسم.
- مشروب شاي النعناع: حيث يمتلك النعناع تأثير مهديء للجسم ويساعد في علاج القولون العصبى المزمن.
- مشروب العرقسوس: يعمل مشروب العرقسوس على تنظيم حركة الأمعاء، حيث أنه يملك خصائص ملينة، كما يزيد من سمك الطبقة المخاطية المبطنة للمعدة والأمعاء مما يعمل على حماية الأنسجة الداخلية من التهيج.
- مشروب خل التفاح: يعمل خل التفاح على الحفاظ على توازن درجة الحموضة داخل الأمعاء، كما يساعد في التخفيف من آلام البطن والقولون.
- مشروب الكركم: يساعد الكركم في علاج اضطراب الجهاز الهضمي والتخفيف من الشعور بالألم.
- اليانسون: يساعد مشروب اليانسون على تخفيف الألم، حيث أنه يملك خصائص مسكنة للألم ومضادة للالتهاب.
- مشروب البابونج: يساعد البابونج على تهدئة المعدة والقولون والتخلص من الغازات.
- مشروب شاي الشمر: تساعد بذور الشمر على تهدئة القولون المتهيج وعلاج عسر الهضم.
في الختام: تعتبر متلازمة القولون المتهيج مرض مزمن، ويهدف علاج القولون العصبى المزمن إلى التخفيف من حدة الأعراض، وتجنب المضاعفات المحتملة، حتى ينعم المريض بحياة جيدة.
